الخبراء: رحيل «البرتغالى» لمصلحة الأهلى.. ويجب تكريمه

أجمع خبراء الكرة على أن قرار رحيل مانويل جوزيه سيعود بالنفع على فريق الأهلى فى الفترة المقبلة، لحاجة الفريق للتغيير فى الجانب الفنى بعدما حفظ المنافسون خطط المدرب البرتغالى عن ظهر قلب، ولم يعد لديه ما يقدمه فأصبح الفريق فى حاجة لمدرب جديد يستطيع انتشاله قبل أن يغرق، لكن توقيت الإعلان غير مناسب بسبب ارتباط الفريق بمباريات مهمة فى الدورى، كما أكد الخبراء أن جوزيه استنفد جميع خبراته ومهاراته فى السنوات الماضية ولم يعد أمامه أى جديد ليقدمه للفريق.
فى البداية أبدى محمد عبدالمنعم الشهير بـ«شطة» لاعب الأهلى والمنتخب السودانى السابق والمدير الفنى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» استياءه الشديد من إعلان قرار الرحيل فى هذه الفترة المهمة والحساسة فى مسيرة الفريق، مؤكداً فى الوقت نفسه أن مسؤولى النادى كانوا جريئين فى الموافقة على القرار فى هذا التوقيت بعدما وجدوا أن هناك شرخاً كبيراً بينه وبين اللاعبين، تسبب فى خسارة النادى لملايين كثيرة دون أن يستفيد منها لشرائه لاعبين كثيرين لا يحتاج إليهم وتجميدهم على مقاعد البدلاء، وقد فشل فى التواصل مع اللاعبين طوال الفترة الماضية.
وقال شطة: «هذا الرحيل له ميزة، فاللاعبون الذين كانوا يطلبون الرحيل سيتراجعون عن القرار، وأنا مؤمن بنظرية أن المدرب الذى يستمر فترة طويلة ويحقق نجاحات لا يصنع فريقاً جديداً، وهو ما حدث مع جوزيه وترتب عليه إصابة العديد من اللاعبين بالإحباط وكان الانهيار فى النهاية هذا الموسم والذى بدأ منذ موسمين، ولكن لم يلتفت له أحد وكان يجب التفكير جيداً قبل التجديد الأخير له».
وأشار شطة إلى أن الأهلى سيتأثر لا شك برحيله لأنه أعلن قراره فى وقت حساس، حيث كانت أمامه مباريات حاسمة فى الدورى والبطولة الكونفدرالية وقد يحدث تراخ من اللاعبين ويجب على حسام البدرى أن يضبط الأمور فى الفترة المقبلة لكى لا تحدث حالة من عدم الانضباط بين اللاعبين.
وأضاف شطة: «فى النهاية تاريخ جوزيه يشفع له جميع الأخطاء التى ارتكبها فى الموسمين الأخيرين، وأنا مع قرار رحيله حالياً ولكننى كنت أتمنى أن أراه يرحل سعيداً، وواثق أن الأهلى مادام قد أعلن قراره فى هذا الوقت فإنه لديه البدائل له، وفى كل الأحوال هناك قواعد داخل القلعة الحمراء وسوف يتم تكريم جوزيه قبل رحيله».
«أعتقد أن جوزيه واحد من أذكى المدربين فى العالم». بهذه الكلمات بدأ خبير الناشئين د. عمرو أبوالمجد تعليقه على رحيل المدرب البرتغالى مشيراً إلى أن جوزيه شعر بأن الإدارة تبحث عن بديل له، وشعر أيضاً أن المساندة التى كان يحظى بها فى السابق قد فقدها وأن الجو العام أصبح غير مناسب لوجوده، فاختار أن يرحل قبل أن يقول له النادى «شكراً»، فقد لعبها بذكاء شديد وفضل أن يستقيل من نفسه قبل أن تتم إقالته، وحتى لو كان مجلس الإدارة هو من اختار الإعلان فى هذا التوقيت فهى نقطة ذكية تحسب لهم أمام الرأى العام احتراماً لتاريخ هذا الرجل.
وقال أبوالمجد: «رغم التحفظات الكثيرة على مانويل جوزيه فى العامين الأخيرين بعد تراجع نتائج الفريق وكذلك إهماله لقطاع الناشئين الذى تدمر على يديه وهى النقطة التى لا تغتفر لجوزيه إلا أن هذا المدرب يستحق الاحترام الشديد بعد كل النجاحات التى حققها والتى لم يستطع أى مدرب أن يصل إليها ولن يصل إليها مدرب بعده كذلك».
وحول تأثر الأهلى برحيل جوزيه قال أبوالمجد إن الأهلى لديه لاعبين كبار ولن يتأثر بشكل كبير، ومن الممكن خلال ستة أشهر أن يتم ضبط قطاع الناشئين، فهناك لاعبون مميزون به ولكنهم محبطون لعدم وجود فرصة للتصعيد للفريق الأول، وهناك مدربون جيدون ولكنهم محبطون كذلك، وأؤكد أنه إذا تمت إعادة تشكيل قطاع الناشئين وتمت غربلته على مستوى اللاعبين والمدربين من خلال تصفية مجموعة اللاعبين الموجودة حالياً واختيار الأفضل منهم وسد الثغرات فى فرق الناشئين المختلفة بتدعيمات من الخارج،
فضلاً عن إحضار مدربين متميزين لديهم خبرات كبيرة، إذا تم ذلك فإن القطاع سينضبط فى فترة من ٦ أشهر إلى سنة وسيعود الممول الرئيسى للفريق الأول وأحد أسرار قوته.
من جهته، قال مصطفى يونس نجم الأهلى السابق والمدير الفنى لمنتخب الناشئين مواليد ١٩٩٤ إن رحيل مانويل جوزيه تأخر موسماً كاملاً، وكان مطلوباً من لجنة الكرة أن تتخذ القرار من العام الماضى وتتعاقد مع مدرب جديد ينقذ الفريق من التراجع والشيخوخة التى أصابته مؤخراً بسبب البرتغالى. وأضاف أن جوزيه حقق إنجازات عديدة مع الفريق لا يمكن إنكارها ولن يستطيع أن يحققها مع أى فريق آخر حتى لو استمر فى مجال التدريب ٢٠ عاماً وذلك بسبب توفير الإدارة لكل متطلباته والتعاقد مع أفضل النجوم فى مصر.
وطالب يونس إدارة النادى بإقامة حفل تكريم لجوزيه بعد إنهاء عمله مع الفريق، وقال إنه كبر فى نظرى بعد اتخاذه القرار، خصوصاً بعد حالة الغموض مؤخراً فى مسألة بقائه أو رحيله، وقال: يجب على الإدارة تجديد الدماء فى الجهاز باستبعاد الجهاز المعاون كله والاستعانة بأشخاص جدد يقودون المسيرة فى الفترة المقبلة خاصة بعدما قدموا كل ما لديهم ولم يعد فى مقدورهم تقديم أى جديد للفريق.
وأشار يونس إلى أن عملية التطوير مهمة جداً بعدما أثبتت الفترة الماضية حاجة الفريق إلى ثورة تجديد وغربلة فى الصفوف سواء للجهاز الفنى أو اللاعبين وقال إن جوزيه لم يكن صاحب الفضل الأول فى الإنجازات التى حققها الفريق إنما يأتى ترتيبه فى المركز الثالث بعد الإدارة واللاعبين، وقال إن جوزيه بالتأكيد شعر أنه أصبح غير مرغوب فيه لهذا قرر الرحيل، واختتم يونس كلامه بالتأكيد على أن رحيل جوزيه خطوة لتصحيح الأوضاع السيئة فى الفريق بالرغم من تأخرها.
فيما أكد عادل هيكل حارس الأهلى الأسبق أن رحيل جوزيه سيكون فى صالح الفريق لأنه لم يعد أمامه أى جديد ليقدمه للفريق فى الفترة المقبلة بعدما قدم كل ما عنده وأصبح الكل يعرف طرق اللعب التى يتبعها فى المباريات الرسمية، كما أنه تسبب فى حرق اللاعبين باعتماده على مجموعة معينة فى المباريات دون حصولهم على الراحة،
ولم تقتصر أخطاؤه على حرق اللاعبين بل يتحمل مسؤولية أزمة حراس مرمى الفريق بداية من مسؤوليته عن ضياع فرصة نادر السيد فى المشاركة مع المنتخب خلال وجوده مع الأهلى، وذلك بعدما ظل حبيس دكة الاحتياطى، وتأثر مستواه كثيراً وابتعد عن المنتخب بعدما كان الحارس الأساسى، كما أنه السبب الرئيسى فيما وصل إليه حال أمير عبدالحميد الذى ظل احتياطياً طوال ٨ سنوات وعندما حصل على الفرصة لم يجد من يسانده،
ومع أول خطأ عوقب بالعودة مرة أخرى للدكة لتتحطم معنويات الحارس، وأخيراً رمزى صالح الذى وقع فى أكثر من خطأ مؤخراً ليبقى مركز حراسة المرمى بالفريق لغزاً يبحث عن حل ويتحمل أيضاً مسؤولية عدم وجود صف ثان يستطيع المشاركة فى أي وقت وذلك بسبب سياسة تثبيت التشكيل التى يتبعها باستمرار، وحرمت العديد من اللاعبين من الإعلان عن أنفسهم وشدد على ضرورة اختيار مدرب كفء يستطيع قيادة الفريق فى الفترة المقبلة. وبدوره عبر ضياء السيد المدير الفنى لمنتخب الناشئين عن اندهاشه من توقيت إعلان القرار فى الوقت الراهن والحساس
وقال: «هناك حالة من الغموض بخصوص إعلان القرار حالياً، ولا ندرى ما هى وجهة النظر فى ذلك بالرغم من أن الفريق مرتبط بمباريات مهمة على المستويين المحلى والأفريقى، وعموماً القرار كان متوقعاً خصوصاً بعد خروج الفريق من دور الـ ١٦ للبطولة الأفريقية كما أنها سنة الحياة».
وأضاف أن الإعلان عن رحيل جوزيه سوف يؤثر سلباً على أداء اللاعبين فى المباريات المقبلة وذلك بسبب ارتباط عدد من اللاعبين بمدربهم كما أن هناك من ربط مصيره مع الفريق بجوزيه، وأعتقد أن هناك من سيطلب الرحيل بعد نهاية الموسم.
وعن توقعاته لشكل الفريق فى الموسم الجديد مع المدير الفنى المقبل قال ضياء: من الصعب التكهن بذلك لأننا حتى الآن لا نعرف من سيخلف جوزيه، كما أن أى مدرب جديد يحتاج للوقت حتى يعرف كل كبيرة وصغيرة بالفريق، ويستطيع توظيفهم جيداً.