هل قلب واحد يكفي

نحب..

فتمتلئ نفوسنا بالعاطفة الجميلة الرقيقة..
و نشعر حينها بأن القلب بها قد فاض...
و ما عاد يكفي لحملها.. وحده..
و نحس بإننا بحاجة إلى أكثر من قلب ليحتويها و يحملها بين أحضانه..
فنتمنى إن في صدورنا (قلوب) أخرى تساعد القلب (الوحيد).. في حمل ذلك الكم الهائل من المشاعر..

غير مدركين بأن القلب رغم صغر حجمه و الذي لا يتجاوز قبضة الكف.. يعني في حجم حبة كمثرى متوسطة الحجم.. يكبر و يتسع ليسع الكون كله.. بما فيه من ناس و مخلوقات حية و جامدة!!

حتى يكاد أن يكون أكبر من السموات و الأرض..
ليتجلى في ذلك قول الحق سبحانه و تعالى في الحديث االقدسي: (لم تسعني سمواتي و لا أرضي.. و وسعني قلب عبدي المؤمن)..

فأي قلباً هذا الذي يسع رب العالمين!!
بعظمته و جبروته و قوته و عزته و غناه؟
بأسمائه و صفاته.. و أفعاله..

تعالوا ننظر إلى محتويات قلوبنا..
نفتش فيها.. بين الأرفف خلف الجدران داخل الدواليب.. و الحجر..
هل وسعنا (الله).. أم إننا نحتاج قلوباً أخرى تسعه!!
ليس لأن قلب واحد لا يكفي..
بل لأن هذا القلب مليئ بأشياء أخرى.. غير حبه..
غير طاعته غير الأحساس بوجوده.. و عظمته و وحدانيته..

تعالوا نفتش في قلوبنا.. عنه..
هل أحببناه كما يستحق؟
كما أنعم علينا..
و سترنا..
و عفا عنا و غطانا برحمته؟

أوقاتاً يقسوا فيها علينا الناس جميعاً.. حتى أولئك الذين كانوا يحبونا.. و نحبهم!!
و ما يدرينا..
لعل تلك الأوقات ذكرى..
يذكرنا فيها ربنا العظيم بأنه هو الرحمن الرحيم..
حتى لا ننسى في غمامة حب الحياة و أهلها أنه هو الذي أنعم علينا بكل ما نملك من نعم.

هل أستوعبت قلبونا الصغيرة إسم الله الرحمن؟؟
هل أدركنا عظمة هذه الرحمات العظيمة التي تغطينا من رؤسنا حتى أخمص القدمين؟
تلك الرحمة التي تأتي في وقتها لتمسح عن نفوسنا قسوة الاخرين و ظلمهم..
و ذلك التأثر الجميل المخملي الذي يطبطب على الروحالحزينة ليمنحها الأمان و الراحة و السعادة..
و ذلك الحنان المخملي الناعم.. الذي يصاحب كل ألم..
و يمحو كل عبرة.. و يمنح المرء سعادة الدارين

و مع كل قــلب ... قلب!!



قبل أن نبدأ أي عمل و أي قول.. نقول بسم الله الرحمن الرحيم..
إننا نسأل الله رحمته.. بإسمه الرحمن (كثير الرحمة)
إننا بحاجة إلى رحمته في كل وقت و قبل كل شيء..

تلك الرحمة التي لن يدخل أحد الجنة بدونها.. و لا حتى أعبد العباد..
إن الرحمن.. أسم من أسماء الله.. لكنه مقروناً بالفعل..
صفة تعني الموصوف قولاً و فعلاً..
فهل تأملنا يوماً في هذا الإسم و تفكرنا في مفومه و معناه.. بل في فعله و تأثيرة على النفوس و الأرواح!


موضوع للتذكره و للنقاش الحر وبارك الله فيكم واسف على الأطاله