الدرع للأهلي .. الشكر للدراويش

تألق جوزيه وريكاردو.. إهدار الفرص "ظاهرة"
التحكيم.. مصري أجنبي .. متهم علي طول الخط

انتهي الموسم الكروي بأقوي لقاء بين القطبين الأهلي والإسماعيلي. المباراة كانت سيمفونية جميلة لكن الأجمل هو إقامتها في الإسكندرية. وفي جو جميل من الجماهير العاشقة التي سافرت وتكبدت إرهاق الرحلة من أجل المتعة الكروية. ونجاح تنظيم المباراة يستحق الاشادة بعد التشكيك المستمر في قدرة الأمن والمنظمين. ولكن تضافر رجال الأمن الذين أشرفوا علي انتقال الجماهير من القاهرة والإسماعيلية. ثم التنظيم الأمني حول الملعب وداخل الاستاد.. مع رجال القوات المسلحة اصحاب الملعب.. كل ذلك أدي لظهور سيمفونية تعاون جميلة.. ترجمها اللاعبون داخل الملعب وقادها طاقم حكام أسباني فحقق كل النجاح.
والنجاح الذي أقصده ليس فوز الأهلي بالبطولة واحتفاظه باللقب. لأن الأهلي هو حامل اللقب فعلا واستحقه بالهدف الذي سجله فلافيو. لكن الإسماعيلي أيضا بطل حقيقي. كافح وجاهد في غياب الزمالك. وحارب من مباراة لأخري حتي ناطح الأهلي علي القمة واستمر قابعا فوق كرسي رئاسة الدوري.. حتي جاءت المباراة الفاصلة.
وإذا كان الأهلي قد انتزع اللقب للمرة الخامسة علي التوالي لكن تبقي المقارنة مطلوبة.. لأن الأهلي فاز لكن بشق الأنفس. والإسماعيلي خسر لكن بصعوبة بالغة ولسوء حظ لازم لاعبيه.. وهذا يحتاج لتفكير كثير من مدرب الأهلي القادم الذي يحتاج للوقت لتفهم امكانات لاعبيه ويحتاج لعناصر صغيرة السن لدعم بعض المراكز. وأن كان هذا الكلام لا يقلل أبدا من عطاء اللاعبين خاصة خط الدفاع الذي تألق في لقاء الإسماعيلي وشكل حائط صد قوي أمام هجوم الإسماعيلي ومهارات لاعبيه العالية.
* والحديث عن الفوز الذي حققه الفريقان الأهلي البطل والإسماعيلي المكافح.. لابد أن يتطرق للحالة العصبية والنفسية للاعبين جميعا.. فلافيو الذي سجل الهدف الوحيد مثلا.. أهدر ثلاث فرص أسهل من التي سجل منها.
وأبو تريكة وأحمد فتحي أهدرا فرصة كانت أقرب للتهديف.. وحارس الإسماعيلي محمد صبحي كان أكثر من رائع واستحق فعلا أن ينافس علي حراسة مرمي المنتخب.. فلولاه لسكنت ثلاثة أهداف أهلاوية مرمي الدراويش.
والتألق طال اللاعب محمد حمص الذي انقذت العارضة قذيفته في مرمي حارس أهلي رمزي صالح.
وهنا لابد أن نتوقف ونسأل الأهلي عن مرماه خلال الفترة القادمة لاسيما وأن الموسم متواصل للأهلي ما بين المحلية والافريقية. والجميع الآن اصبح علي يقين كامل ان شباك الأهلي تحتاج للترميم الفوري. فالقياس مع الفارق بين مرمي الأهلي خلال السنوات السابقة في وجود عصام الحضري وبين مرمي الأهلي خلال العام الحالي الذي تولاه أمير ورمزي صالح لكن الصورة مهزوزة بشهادة الجميع.
* والإسماعيلي قدم هذا الموسم عروضا جيدة.. لكن بحالة التفاوت في مستوي الأداء من مباراة لأخري وكانت فرصته هذا الموسم كبيرة لتحقيق اللقب لولا اقامة بعض المباريات بدون جماهير أو خارج ملعبه. ولم يستغل الاسماعيلي اهتزاز الأهلي خاصة في الدور الثاني من الدوري الذي ظهر خلاله الإرهاق علي اللاعبين.. لكن يكفي الاسماعيلي فخرا انه كافح وجاهد حتي النهاية وخسر الفرصة في لقاء فاصل بطريقة الكئوس.
يذكر هنا الثناء علي المدربين الاثنين.. جوزيه الذي جمع 19 بطولة للأهلي بينها آخر خمس بطولات متتالية للدوري. وريكاردو الذي اثبت وجوده في الاسماعيلي واصبح نجما لدي جماهيره يعيد ويؤكد نفس الصورة التي صنعها جمهور الأهلي لجوزيه.. فريكاردو اصبح نجما جماهيريا في الاسماعيلية. واستحق ثقة اللاعبين والنقاد ومجلس الإدارة.. المهم ان تستمر تلك الثقة في الموسم الجديد بعد أن صنع الجهاز الفني فريقا جيدا يجمع الخبرة مع الشباب ويضم كفاءات ومهارات عالية. ويكفيه انه اهدي المنتخب مجموعة عناصر اصبحوا العمود الفقري للتشكيلة المصرية.
* الملفت للنظر بعد المباراة الفاصلة ان الحكم الاسباني وهو من أفضل حكام العالم.. هو المتهم باهداء اللقب للأهلي.. أحمد العجوز مدرب الإسماعيلي شن هجوما شرسا علي التحكيم.. وبصراحة شديدة "منين نجيب حكام للدوري يديروه"!! فلا الحكم المصري نافع في نظر الأندية.. ولا الحكم الأجنبي مهما كانت جنسيته شافع!! الطريف ان بعض الأندية هي التي تطلب الحكم الأجنبي.. ثم تعود للهجوم عليه.. دعونا من الحكام.. وخلونا في اللاعبين وإعدادهم للموسم الجديد علي أمل أن يكون الإسماعيلي الموسم القادم أكثر قوة تزداد حلاوة الدوري.