الإخراج التلفزيونى .. وخط مودرن المائل !

لا شك أن الإخراج التلفزيونى أحد أهم عوامل لعبة كرة القدم فى العالم لأنه وببساطة ينقل المتابع أو المشاهد إلى ملعب المباراة عبر الشاشة الصغيرة لمتابعة أحداث المباراة وأجوائها ، وللاخراج التلفزيونى ونقل المباريات على الهواء مباشرة أهمية قصوى من عدة نواحى داخل مجال كرة القدم وخارجها ، بمعنى أن النقل التلفزيونى لا يقتصر على إذاعة المباراة واخراجها للمشاهدين فقط بل أن هناك اعتبارات أخرى لها نفس الأهمية تتوقف على إذاعة المبارات ، ومنها مثلا تعليمات الأمن بإذاعة مباراة معينة على الهواء مباشرة لعدم اتساع مدرجات ملعب المباراة لإعداد كبيرة من المشجعين .

واتذكر عندما قرر مجلس إدارة النادى الأهلى منذ عدة سنوات منع إذاعة مبارياته على التلفزيون المصرى " قبل ظهور الفضائيات الخاصة " حيث كانت مباريات الدورى تذاع على القناة الثانية فقط ، وذلك لعدم سداد اتحاد الإذاعة والتلفزيون أنذاك المستحقات المتأخرة عليه لدى النادى الأهلى نظير نقل مبارياته على الهواء مباشرة ، وبعدما منع الأهلى كاميرات التلفزيون من الدخول لنقل المباراة وقرر عدم إذاعة مبارياته لحين الحصول على المستحقات ، امتلأت مدرجات ستاد القاهرة بأكثر من 70 ألف متفرج تقريبا ، وبعدما زاد الاندفاع الجماهيرى فى المباراة التالية وكانت أمام فريق أسوان ، جاء القرار الأمنى بإذاعة المباراة بأى وسيلة خشية عدم السيطرة على الأعداد الرهيبة القادمة نحو مدرجات الاستاد .

و أيضا تحضرنى الواقعة التاريخية عندما قرر مجلس إدارة الأهلى عدم إذاعة مباراة الفريق أمام الزمالك ، وكادت أن تحدث الكارثة بعدما تمسك الأهلى بالقرار العنيد للنهاية حتى وقف أمن النادى فى وجه عربة التلفزيون أمام بوابات الأستاد لمنعها من الدخول لإذاعة المباراة ، وتدخل حكمدار القاهرة وقتها وأمر رجال الأمن المركزى بإفساح الطريق بالقوة أمام عربة التلفزيون التى تحمل الكاميرات والمصورين والمخرج ، وبالفعل تم دخول عربة الإذاعة بالقوة إلى ملعب المباراة لنقل أحداثها على الهواء مباشرة ، بل وإذاع الأمن عبر مكبرات الصوت حول بوابات الاستاد أن المباراة مذاعة عبر شاشات التلفزيون ، لعله ينجح فى تفريق الجماهير المحتشدة ، ونجح بالفعل فى اقناع الكثير من الجماهير فى العودة مرة أخرى إلى المنازل لمشاهدة اللقاء عبر الشاشة .

أٌقول هذه المقدمة الطويلة للدلالة على أهمية النقل التلفزيونى للمباريات من كافة الجوانب ، ولعل الجانب المهم فى عملية النقل التلفزيونى للمباريات هو نقل المشاهد من أمام الشاشة إلى ملعب اللقاء بمعنى أن يشاهد المباراة فى المقام الأول ويتابع أحداثها أولا بأول ، وثانيا يتابع أجواء المباراة من جماهير وحكام ولاعبين ، ويشاهد أبرز الأحداث التى تحيط باللقاء وتحدث فى ملعب المباراة أو مدرجاته ، وردود أفعال الجماهير واللاعبين والمدربين والحكام ، والاستمتاع بالإعادة التلفزيونية بما لا يمنع مشاهدة أحداث المباراة بصورة مباشرة .

وما يحدث فى الإخراج التلفزيونى المصرى لمباريات كرة القدم يعد مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فعندما نجد الفريق فى طريقه لإعداد هجمة واعدة تنبىء بالخطورة والإثارة تجد مخرج اللقاء يقوم بإعادة لعبة أخرى ، وعندما تلعب ضربة ركنية مثلا معنى ذلك أن احتمال دخول الكرة إلى الشباك أصبح كبيرا نجد مخرج اللقاء " يتحفنا " بإعادة اللعبة التى تسببت فى حصول الفريق على الضربة الركنية ، ولعل أبرز ما أثار دهشتى هو الإخراج لمباراة الأهلى والزمالك الأخيرة عندما حصل الأهلى على ضربة ركنية ، أقسم بالله علمت أن الفريق حصل عليها وقام بلعبها من خلال الصدفة البحتة عن طريق الهاتف المحمول بأحد مشجعى الفريق فى المدرجات ، بعدما وجدته يصيح بشدة وبسؤاله عن السبب عرفت أن هناك ضربة ركنية للفريق ، وعندما تمحصت بعينى فى النظر إلى شاشة التلفزيون وجدت المخرج الهمام يقوم بإعادة لعبة أخرى عادية ثلاث مرات " ثلاث مرات " ، وبالطبع حصل الفريق على ضربة ركنية ولعبها دون أن يعلم أحد ما تم .

وأكثر ما يؤلمنى أثناء مشاهدة مبارياتنا التى يخرجها التلفزيون المصرى هو اهتمام المخرج مثلا بجمهور مثل جمهور الجيش والشرطة والحدود " جمهور اعتيادى ذهب للمدرجات وفقا لأوامر " ، وإهمال دخلات تتكلف الألاف لجماهير الأهلى والزمالك والإسماعيلى ، ومن شاهد مباراة الأهلى والشرطة الأخيرة ، سيصاب بالصدمة بعدما يعلم أن المخرج قام بنقل صورة جماهير الشرطة 30 ثانية متواصلة كاملة مع اهمال هجمة الأهلى التى لم يحالفنى التوفيق خلالها فى الاتصال بأحد الأصدقاء فى مدرجات ملعب القاهرة !

يا سادة الإخراج التلفزيونى للمباريات له مؤهلات ودراسات وعلوم ، فلا يعقل أن يفقد مخرج اللقاء أبسط قواعد نقل المباريات وهو الاهتمام بإذاعة أحداث المباراة بصورة مباشرة ثم إعادة لقطات من المباراة وقت توقف الأحداث ، فمثلا معنى حصول لاعبا على الانذار ليس مبررا أن يقوم المخرج بإعادة اللعبة التى تسببت فى ذلك مع إهمال ذكر اللاعب الذى حصل على الإنذار ويترك للمشاهدين حرية الاختيار والتخمين !!

وأتذكر واقعة حدثت خلال مباراة فريق ويجان اتليتك الانجليزى أمام مواطنه ويست هام فى بطولة الدورى الانجليزى لكرة القدم ، عندما أضاع فريق ويست هام أحد أغرب الفرص الضائعة خلال الموسم الحالى ، واستمرت الكرة داخل الملعب وقام فريق ويجان ببناء هجمة عادية " غير خطيرة " فلم يتسرع مخرج اللقاء فى إعادة الفرصة الثمينة وأفرط فى اعادتها ، بل أن مخرج اللقاء الرائع قام باستكمال التصوير مباشرة على اللعب دون توقف وأرتدت الكرة من هجمة فريق ويجان لنجد هجمة خطيرة أخرى لفريق ويست هام واستمرارا لروعة الإخراج تمهل مخرج اللقاء حتى توقف اللعب لأحد الأسباب وقام بإعادة الهجمتين من عدة زوايا مختلفة ومن عدة كوادر رائعة ولكن وقت توقف اللعب ، فاستمتعنا بإعادة الهجمات واستمتعنا بسير أحداث المباراة ولم تنقطع عنا أية أحداث بل تمادى المخرج فى اسعاددنا بعدما أعاد لقطات لردة الفعل للاعبين على ضياع تلك الهجمات ولكن أيضا فى توقف أخر للعب .

وفكرت طويلا وتسائلت ماذا كان سيحدث لو كانت تلك الهجمة فى الدورى المصرى ، هل كنا سنرى الهجمة التالية لفريق ويجان أو الهجمة الخطيرة الثانية لفريق ويست هام ؟ والإجابة بالطبع ... ؟ .

بالمناسبة هل شاهدت مباراة النصر السعودى ونظيره الشباب فى نهائى كأس الأمير فيصل بن فهد لعام 2009 ؟ " تصوير رائع ، إخراج مذهل ، فنيات راقية ، تلاحم رائع بين المخرج والمصورين " أسباب جعلتنا نشاهد كافة أحداث اللقاء مباشرة بدون انقطاع وكافة لقطات الإعادة ، وكل ردود الفعل للجمهور واللاعبين والمدربين ، كلا فى وقته .

بمناسبة حديثنا عن الإخراج التلفزيونى المصرى أود الحديث عن واحدة من أخطاء القنوات الفضائية التى تنقل المباريات وتقدم تحليلا لإحداثها ، فقناة مودرن لها كل الإحترام كقناة رياضية تعمل على إسعاد المشاهدين وتطور من أدائها بصورة ملحوظة ورائعة ولكن هناك تساؤلا بسيطا ، هل لاحظ أحد القائمين على هذه القناة الخط الذى يكشف التسلل الذى يستخدمه مقدمى البرامج التى تقوم بتحليل أداء حكام المباريات ؟

هذا الخط المستقيم الذى يتم رسمة عن طريق الحاسب الألى يتم عن طريق الربط بين الحاسب والشاشة أو " البروجيكتور " فيقوم الحاسب برسم خطا مستقيما يمكن تحريكه بوضع أفقى فقط " أفقى فقط " حتى يمكنه كشف التسلل بكل سهولة ، ولكن الخط المرسوم من قبل قناة مودرن يتم تحريكه وبصورة غريبة بشكل أفقى ورأسى ، بما يتيح لمستخدم الخط أو لمقدم البرنامج كشف التسلل أو تغطيته وفقا لأهوائه !

وفى المباريات الأوروبية يتم رسم الخط خلال المباراة ليكشف التسلل ولكن لا نرى هذا الخط يتحرك بطريقة رأسية أو مائلة بل يتحرك أفقيا فقط لكشف صحة أو خطأ التسلل دون تدخل بشرى

» كليبين حزينين عن الاسماعيلي عقب المباراة الفاصله من مودرن