لـــيــــس بــجوزيــــه وحـــده يحيــــا الأهـلـــي

لا يختلف اثنين على أن مانويل جوزيه شخصية ذكية ومحنكة وسياسية إلى أبعد الحدود فأكثر من أنه مدرب متميز فهو شخصية متميزة جدا تجيد التعامل مع اللاعبين والمنافسين والاعلام والجمهور ، لذلك فلم تشهد مصر على مدار تاريخها الكروي الطويل وعدد المدربين الهائل القادم من الخارج لغطا أو اختلاف وتأييد ومعارضة مثل التي شهدتها في عصر جوزيه .

لقد فهم جوزيه منذ أول يوم نزل فيه أرض مصر نفسية هذا الشعب وطبيعته العاطفية ونجح في خطف قلوب الأهلاوية سريعا وبالطبع سداسيتين في مرمى الزمالك والاسماعيلي كانت كافية لأن يصبح جوزيه هو أمير قلوب الأهلاوية ويدخل تاريخ النادي من أوسع أبوابه ، وبعد أن نجح الرجل في تحقيق ما يقرب من خمس بطولات النادي العريق ، وهو ما يجعل من رحيله عن الفريق أثرا على من عشقوه وتعلقوا به إلى أن وصل الفكر لدى بعضهم في المستقبل الغامض الذي ينتظر ناديهم بعد رحيل صانع الفرحة مانويل جوزيه ؟؟

توقيت صحيح أم خاطئ ؟؟

لا يستطيع أحد أن ينكر ما وصل إليه النادي الأهلي من تذبذب في المستوى خلال الموسمين الماضيين والذي وصل لأقل مستوياته في هذه الفترة وخاصة منذ عودة الفريق من اليابان ثم توديعه كأس مصر ومن بعدها دوري أبطال أفريقيا وبات الدوري أيضا مهدد رغم سهولته على الأهلي اذا كان في حالته الطبيعية وبدأ السحر ينقلب على الساحر وكان هذا التوقيت هو الأنسب للفراق بكل تأكيد ، فمن يعتقد أنه اذا حدث وتأثر مستوى الأهلي الموسم المقبل أو لم يحقق الانجازات المنتظرة بأن السبب هو رحيل جوزيه فهو مخطئ بكل تأكيد فحتى لو بقى جوزيه على رأس الإدارة الفنية للفريق فالنتائج ليست مضمونة !!

وهذا ليس تقليلا من شأنه أو انجازاته ولكنه المنحنى الطبيعي الذي يمر به أي فريق في العالم مهما كان حجمه أو اسمه .

فلا يستطيع فريق أن يظل بطلا طوال الوقت حتى لو استمر المدرب ، ولنا مثلا في ذلك نادي البطولات مانشستر يونايتد فعلى الرغم من استمرار فيرجسون مع الفريق لمدة وصلت إلى 23 عاما إلا أنه لم ينجح في حصد كل البطولات ومر الفريق تحت إدارته بالعديد من فترات الفراغ والتي كان آخرها منذ ثلاث سنوات بعد أن فشل الفريق في الوصول إلى منصات التتويج على مدار ثلاثة مواسم قبل أن يعيد ترتيب البيت من جديد وينجح في بناء فريق قادر على حصد البطولات من جديد .

لذلك فإن اختيار جوزيه لهذا التوقيت كان فيه قمة في الذكاء بعد أن شعر الرجل بأن المستقبل لن يكون مثل الماضي وهو يريد أن يخرج من النادي محمولا على الأعناق مثلما دخل ، كما أصابت أيضا إدارة الأهلي في عدم الوقوف أمامه لعلمها أيضا بالأمر نفسه .

أما فيما يتعلق بموعد إعلان الخبر فلا أرى غرابة في هذا الأمر فكل الفرق الكبرى في العالم تفعل مثل هذه الأمور فمعظمنا يتذكر اعلان يورجن كلينسمان مديرا فنيا جديدا بديلا لاوتمار هيتسفيلد قبل نهاية الموسم الألماني بأسابيع معدودة ونجح الأخير في الظفر باللقب قبل رحيله وودع محبيه بدموع لا تنسى وتولى تدريب المنتخب السويسري .

فما حدث هو نوع من الشفافية وتداول المعلومات المطلوبة في مجال الرياضة وهو الأمر الذي نفتقده ونعاني منه في مصر لذلك فأصبح الإعلان عنه غريب علينا رغم أن هذا هو الطبيعي وهو ما يجب أن يحدث .

نداء إلى جماهير الأهلي

على جماهير الأهلي الكبيرة أن لا تحزن على رحيل جوزيه فأنا أعلم مدى الارتباط الوثيق بينهما إلى الحد الذي طالبت فيه الجماهير بمنحه الجنسية ومع احترامي الشديد لعديد الانجازات التي حققها مع الفريق ، إلا أنه يظل في النهاية مدرب كبير قدم إلى فريق كبير ، ذلل له كل العقبات ووفر له كل الامكانيات حتى يحقق ما حققه ، لذلك فالأهلي قادر بجماهيره العريقة وادارته المحترمة أن يحافظ على المنظومة وأن لا يترك الأمور هكذا ، فبقدر ما صنع جوزيه للأهلي من بطولات بقدر ما صنع الأهلي لجوزيه من تاريخ وقادر أن يصنعه مع غيره بالطبع ، ولكن عليكم أن لا تتعجلوا النتائج وأن تتركوا المدرب الجديد يعيد صياغة الفريق حسب رؤيته ثم يأتي الحساب.

سرعة إعلان اسم المدرب الجديد

أما إدارة الأهلي فعليها أن تواصل سياسة الشفافية وتداول المعلومات التي تنتهجها وأن تغلق صفحة جوزيه سريعا فالمدرب القادم لديه الكثير من العمل عليه انجازه والقليل من الوقت المتاح له نظرا لبداية الموسم الجديد في يوليو المقبل بالإضافة لعدم القدرة على الحكم على الدوليين لارتباطهم مع المنتخب القومي وهو أمر لابد من انجازه في أسرع وقت ممكن حتى لا يظلم الرجل ولا تتكرر المأساة التي نشاهدها في الزمالك مع بداية كل موسم ، واعتقد أن لجنة الكرة في النادي أدرى من أي أحد بهذه الأمور ونحن بانتظار قرارها في غضون أيام .