لعبة الاطفال

لعبة افتعال التوازن واختراعه، يمكن أن يمارسها الأطفال، وليس رجال إعلام.. فقد قرأت وشاهدت تلميحات ساذجة حول مباراة حرس الحدود والأهلى. بطريقة «بلدى» يريد أصحابها القول: «مفيش حد أحسن من حد، فما حدث فى مباراة الإسماعيلى والزمالك تكرر فى مباراة الأهلى وحرس الحدود».. وقد رأى بعضهم أن فريق الحرس كان مجاملا بسبب العلاقة الطيبة بين جوزيه والعشرى.. وهؤلاء مبدئيا لا يعرفون أن الحرس مثل طلائع الجيش كلاهما لا يهزر ولا يعرف المجاملة إطلاقا. وهؤلاء كذلك لم يروا المباراة، ولم يشاهدوا الطحن والضرب والأعصاب المتوترة والأداء المشتعل من جانب لاعبى الحرس والأهلى، وأثق تماما أن جمهور الحرس لم يقبل بالخسارة، بينما قبل العديد من جمهور الزمالك الخسارة من الإسماعيلى.. وتلك هى الحقيقة التى يعرفها الجميع، حتى لو تشدقوا بغيرها.. لاعبو حرس الحدود كانوا يقاتلون من أجل الفوز على الأهلى لألف سبب.. ولكن لعبة التوازن، أو الإيحاء به، هو لعب بالنار، بترديد كلام فارغ يلقى فوق طولات المقاهى ووسط الدخان الأزرق.. وهو أمر خطير أن يمارسه رجال إعلام ويلقون به بدورهم فوق أوراق الصحف أو فى برامج تليفزيونية..!

إن الطفل الذى يشاهد أى مباراة لكرة القدم يمكنه أن يكتشف بسهولة التعاطف والتواطؤ، حيث يغيب الضغط، وتقل السرعات، وتسود الهرولة، التى يمزج فيها اللاعب بين الجرى البطىء والمشى السريع، فلا هو جرى ولا هو مشى.. وهناك فارق بين التعاطف وبين التواطؤ، فالأول ليس رياضة، ولا أخلاق.

والثانى جريمة، ولا رياضة ولا أخلاق أيضا.. والأسوأ من هذا أن تمسك بعض الأقلام وتمسك بعض الميكروفونات، مجموعة من أصحاب الجماجم الفارغة التى تلعب بالنار وتنشرها، فتراهم يختنقون ويحشرجون ويزبدون، ويرفعون شعارات حنجورية من نوع: يسقط المطر فى الشتاء ويعيش السمك فى الماء، ثم يسألون فى براءة أظنها ممزوجة بالبلاهة: لماذا يسود التعصب فى شارع الرياضة المصرية.. حاجة تقرف؟!

وقع خطأ غير مقصود فى مقال الأمس، الذى كان بعنوان «كفاية»، فقد كانت الرسالة التى يتحدث صاحبها عن تلك المقارنة المستمرة بالعالم الآخر بتوقيع مصطفى.. وحين كتبت (أكرر رجاء كتابة الاسم بالكامل) يبدو أن هناك من ظن أن ما بين القوسين له وليس لمصطفى، ولأنه كان هناك تعليق آخر لمصطفى الكاشف، فقد أضاف اسم الكاشف لمصطفى الأول، وهو فى الواقع كان مصطفى آخر!