جوزيه ما له.. وما عليه

هناك من يتصور أن رحيل مانويل جوزيه عن القلعة الحمراء لتدريب المنتخب الأنجولي كارثة ما بعدها كارثة.. ولكن هذه الخطوة في تصوري تأخرت عاما كاملا ولولا أن المسئولين في النادي الأهلي اقتنعوا بفكرة الرحيل وضرورته ما وصلوا إلي اتفاق سريع جدا مع المدرب البرتغالي كي يلملم حاجياته ويرحل.
الرحيل ليس مشكلة وتوقيته أيضا.. بل ربما يكون هذا التوقيت أكبر دافع للاعبين لتقديم عروض جيدة وتحقيق انتصارات في المباريات المحلية والافريقية القادمة.. وقد يكون العكس لكن طبيعة الزمن تتغير بسرعة كبيرة جدا وما وفق فيه جوزيه في الأهلي قد يفشل فيه مع منتخب أنجولا.. وربما العكس.
لا أحد ينكر أن الرجل كان مدرباً فاهماً واعياً وقدم للقلعة الحمراء ما لم يقدمه أحد من المدربين علي مدي قرن من الزمان.. ومع ذلك فإن هذه الانجازات كانت مشوبة في بعض الأحيان بمعارك جانبية مع رجال الاعلام تارة.. والحكام تارة أخري بل ومجلس الادارة واللاعبين تارة ثالثة.. لا أحد ينكر مزاجه العصبي ولكن ذلك لم يؤثر أبداً في توازنه الانساني.. أو التدريبي وأحيانا ما كان يسير في اتجاه غير الذي يسير فيه العالم حتي ولو خسر!.. جوزيه علم كثيرا من اللاعبين كيفية الانضباط حسب أصوله المرعية وتعلم أيضا من بعض اللاعبين الكثير من الأخلاق المصرية الطيبة ولا أدل علي ذلك تبرعه في أحيان كثيرة لبعض الهيئات الخيرية والمستشفيات بجانب من مرتبه دون أن يشعر به أحد وكأنه يطبق المغزي الاسلامي السمح بالانفاق باليد اليمني دون أن تدري يده اليسري.
جوزيه تعلق بالمصريين وأحبهم فأحبوه لدرجة أن كثيرين طالبوا بمنحه الجنسية المصرية لما قدمه للنادي الأهلي وبالتالي مصر من خدمات.. ولكن هذه الخطوات لم تجد من يتابعها حتي النهاية.
والذين يتخيلون أن قلعة النادي الأهلي تهوي إلي أغوارسحيقة يرتكبون خطأ كبيرا لأن مجلس الادارة لا أظن أنه سيقبل بمدرب أقل من جوزيه وربما يكون القادم أفضل بكثير وأظنه سيكون كذلك لأن الزمن الذي كانت الأمور تدار فيه بعشوائية ولي إلي غير رجعة وكل الأندية الآن تبحث عن مدرب له مواصفات جيدة بل ممتازة لأن البطولات عائدها يختلف كثيرا عن السنوات السابقة وبالتالي علينا أن ننتظر المفاجأة التي يعدونها لجماهيرهم في أقرب وقت.